وطن فى قفص
كنا في الغابة وكانت المرة الأولى في هذه الرحلة (السفاري ) في جنوب أفريقيا نسكن في مجموعة أكواخ تحيطها بحيرة ضيقة في قلب الغابة هناك بدت لي مشاهدة الأسود مفاجأة حقيقية إنها ضخمة وهائلة تمشي في موكب تنخلع له القلوب نمضي بجوارها بالسيارة الجيب المكشوفة وأصغر أسد فيها تصل قامته إلى نصف ارتفاع السيارة..مهابه ورهبة ونظرات رهيبة وخطوات في منتهى الثقة والغرور وشعركثيف بأصفر فاقع وذهبي مشمس زئير مدوى يثير الرعب وأغرب مالاحظته هي تلك النظافة الشديدة التي تبدو وكأنهاأناقة ملكية ..لاعليهاغبار ولاأتربة ولاملتصق فيهاطين ولاطمى ولا أسدامنها على مدى ايام الرحلة مس أحدنا بسؤ ، فهو لايأكل حتى يجوع ولايهاجم إلا إذا استفزه احد شغلنى الفارق بين هذه الأسود وتلك الأسود التى رأيتها بالجيزة أوالسيرك القومى بالعجوزة ..فارق مذهل بين الأسود الحرة والأسود المحبوسة فى الأقفاص بين الأسود ذات الكبرياء والعزة والكرامة وأسود الفرجة والمسخرة ..فارق فى الكرامة والعزة والنظرة ...وهذا بالضبط ماجنته مصرمن نظام مبارك من لحظة مجيئه للحكم فى 1981 وحتى الأن ..لقد حول الشعب المصرى وحضارته وقوته وعزة نفسه وكبريائه من أسود غابة إلى أسود سيرك الشعب المصرى لم يعد يملك من حضارته سوى الاسم،الاسم أسد ،الأسم مصر ، لاكن الفعل دولة محدودة الإمكانيات وشعب فقير مغلوب على أمره ..الفقر أفدح والمرض ألعن والجهل أعمق ،44% من الشعب المصرى تحت خط الفقر و35مليون مصرى يعيشون بأقل من عشرة جنيهات فى اليوم ، ومصر انتشر فيها الأمراض ورجعت لها تانى ،أما الجهل ونسبة الأمية تكسف منها أى أمة يخل التعليم الإبتدائى9مليون ليصلوا إلى الإعدادى 3.5 مليون فقط ثم 1.5 مليون فقط إلى الثانوى .ماذا فعل نظام مبارك بالأسد الذى كان أسمه مصر ؟ ظل اسمه مصر لاكن نقله من الغابة إلى القفص ..قفص فى جنينة أو فى سيرك ،أو أى أحد يملك ثمن تذكرة يدخل ويشوف مصر وهى بتضرب بالكرباج
أكتر حاجة عجبتنى فى المقال ده تشبيه المصريين بأسود الغابة لأنهم كده فعلا بس فى حاجة مهمة جدا وهى إن كان مبارك ونظامه هما السبب فى الحصل لمصر والمصريين فالمسئولية الأكبر على الأسود نفسهم(اللى المصريين يعنى )لأنهم هما الى رضيوا يضربوا بالكرباج والحكاية دى بتفكرنى بقصة الأسد الملك لما سمبا اتنازل وكل الحشرات وعاش مع تيمون وبومبة معرفش يبقى ملك للغابة إلا لما رجع لحياته الأصلية ...فياريت إحنا كمان نرجع لأصلنا لسيدنا عمر وأبوبكر وعلى وعلى رأسهم جميعا سيدنا محمد عليه الصلوة والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق